هذه طرائف و كوارث الإمتحانات المهنية باختصار من أستاذ غيور

لا علاقة أخي بين الامتحان المهني والكفاءة، شخصياً أخجل عندما أرى أناساً يفترض فيهم النزاهة والمصداقية يخرجون ترسانة من الأوراق والمراجع والكتب دون حياء ولااستحياء ينقلون النقطة والفاصلة ويستعملون التكنلوجيا الحديثة للاستعانة بازواجهم وزوجاتهم واقاربهم وذويهم لملء الأوراق وتحرير الأجوبة، وما يحز في النفس هو أنهم ينجحون في ترقي السلالم وفي القسم تجدهم جدوع نخل خاوية واجساد منهكة تتلوى وتحسب الثواني انتظارا لرنين الجرس وكأنهم جالسون على الشوك أو قاعدون على نار حامية، يفرخون جيلا من المنكوبين والمعطوبين لايفرق بين الفعل والفاعل ولا يعرف لغة مليار من سيبويه من الببغاء. لقد عاينت أم الكوارث حينما اجتزت امتحان الدرجة الثانية فخرج أحد الأساتذة ليدخن سيجارة فإذا بالآخر يأخذ ورقته وينهال عليها ينقل منها فلما رجع صاحب الورقة تفاجأ وبقي مصدوما فما كان منه إلا أن تركها له. قمة الانحطاط والدونية، لو طبقت الصرامة والشفافية فلن ينجح حتى التسع ولن يجد ذوو الأدمغة الفارغة المجوفة المثقوبة المسوسة المنخورة المنشغلة بالأشخاص عوض الأفكار أصحاب الوجوه المتقلبة والضحكات الصفراء كالوجوه العليلة ما يكتبون وساعتها فليكتبوا ماضيهم العفن الملوث بشقاء أبناء الشعب وماسيهم واحلامهم وعناء المسافات الطويلة التي يقطعوها كل يوم دون فطور دهابا وإيابا ليضحك عليهم شرذمة من أصحاب العقول الضعيفة الطامعين في الاستغناء والتسلق السريع وركوب السيارات الفاخرة وبناء المنازل الفخمة ودخول الحواضر يتغدون على أحلام الفقراء كما يتغدى البق على جلدة الرأس. تحية إجلال وتقدير واحترام لكل الشرفاء الغيورين على أبناء هذا الوطن الغالي الذين يفنون زهرة شبابهم ويكرسون وقتهم وجهدهم لخدمة أبناء الشعب ويجعلون مصلحة الناشئة فوق مصلحتهم، أشد على أيديهم واقف وقفة تبجيل وإجلال تكريماً لهم.