شخصيات

جميلة السلمية

جميلة السلمية


      كانت مولاة لبني سليم, وكانت أعلم المغنين والمغنيات في العرب بصناعة الغناء, وكان معبد -أستاذ المغنين في عصره- يقول: أصل الغناء جميلة ونحن فروعه, ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين. وضعت ألحانا تهافت الناس على سماعها: وأحسنت الضرب بالعود أيما إحسان, فكانت نابغة الغناء والتلحين والموسيقى في عصرها.
     يروى أنها خرجت للحج فخرج معها حفل من المغنين والمغنيات والشعراء والأشراف, فلما قارب ركبها مكة خرج للقائها كبار المغنين وكثير من الفتيان والأشراف, ولما قضت حجها سألها المكيون أن تجعل لهم مجلس غناء فاعتذرت, فخرج معها إلى المدينة جمع كبير, فلما قدمت المدينة تلقاها الناس والأشراف من النساء, وخرج الرجال فوقفوا على أبواب دورهم ينظرون إلى جمعها وإلى القادمين معها وتوافد الناس إلى منزلها مسلمين. فلما انقضى على مقدمها ثلاثة أيام, جلست للغناء لمن قدم معها من أهل مكة وللناس مجلسا عاما, وقد غصت الدار, ودام المجلس ثلاثة أيام, فكانت تبتدئ ثم تدعو للغناء من كان حاضرا من المغنين والمغنيات, وكلهم من المتقدمين المحسنين. وكانت أحيانا تجلس للغناء والجواري جميعا معها, فتغني على عودها وهن يضربن على ضربها, فيضج السامعون وتدمع أعين كثير منهم, حتى يبلوا ثيابهم وتسمع زفراتهم. توفيت جميلة السلمية  سنة 125 هـ.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحقق أيضا
Close
Back to top button