منهجية المادة

منهجية الموضوع المقالي في مادة الاجتماعيات


منهجية الموضوع المقالي في فروض المراقبة المستمرة و الامتحان الوطني في مادة الاجتماعيات
تنص المذكرة التنظيمية لامتحانات الباكلوريا في مادة الاجتماعيات بأن يكون الموضوع الأول في الامتحان يتضمن اشتغالا على الوثائق في احدى المادتين على أن يخصص الموضوع الثاني للمادة الثانية للسؤال المقالي .و لما عاينت تخوف معظم التلاميذ و ارتباكهم لمجرد سماعهم كلمة مقالة ارتأيت ضرورة توضيح بعض الجوانب المنهجية في كتابة مقالة في مادة الاجتماعيات .

مفهوم المقالة ؟؟

المقالة هي إنشاء أدبي و عملية تركيبية و تحليلية تتميز بالتماسك و التناسق المنطقي لذلك يجب أن لا تتضمن فقرات و أفكار متناقضة و متنافرة أو الاكتفاء بالتلميح و السطحية في عرض الأفكار فالقارئ / المصحح من المفروض أنه لا يعرف شيئا عن الموضوع أو أنه يتجاهله تماما لذا لابد من تفسير الإشارات الواردة في الموضوع و دعمها بالحجج و البراهين الضرورية . و يجب التذكير بأن المقالة في التاريخ و الجغرافيا لا تختلف كثيرا عن المقالة التي استأنس بها التلميذ في درس مادة العربية أو الفلسفة و بالتالي ضرورة استفادة التلميذ من المنهجية المتبعة في المادتين مع تكييفها مع خصوصية موضوع التاريخ و الجغرافيا

مراحل التعامل مع الموضوع المقالي

المرحلة الأولى
يجب أولا قراءة نص الموضوع قراءة جيدة و بتمعن و الاهتمام بما جاء فيه فقط دون غيره لتفادي الخروج عن الموضوع المطلوب و عند ذلك تحديد ” الكلمات المفاتيح” و التي تعد ضرورية لتحليل الموضوع بحيث عادة ما يحمل نص الموضوع مؤشرات المطلوب اما في صيغة تساؤل واضح و اما عبارة عن تواريخ و إحداث و اعلام ( شخصيات ) في مادة التاريخ او أرقام و إشارات دالة على الموضوع في الجغرافية وكمثال على ذلك :
موضوع الجغرافيا من امتحان الدورة الاستدراكية يوليوز 2003 الموضوع الثاني :
رغم النمو الذي حققه الاتحاد الهندي في المجالين الفلاحي و الصناعي فإن مجموعة من الصعوبات ما زالت تعترض جهود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بهذا البلد .
وضح هذه الصعوبات ، ثم بين انعكاساتها على الأوضاع الاجتماعية و مستوى معيشة السكان
لاحظ اذن صيغة الموضوع أولا عبارة عن مفارقة بين أمرين الأول : نمو اقتصادي و الثاني صعوبات و عراقيل .
ثم لاحظ معي صيغة المطلوب : البحث في الصعوبات و انعكاساتها على أوضاع السكان
اذن القراءة الجيدة للموضوع و التركيز و عدم التسرع هي التي تمكن التلميذ من معرفة المطلوب بدقة و بالتالي عدم الخروج عن الموضوع ففي هذه الحالة مثلا التلميذ غير مطالب بالبحث في مظاهر النمو الاقتصادي و لا مسبباته بل فقط الصعوبات التي تعترض جهود التنمية و الانعكاسات السلبية لها .

المرحلة الثانية
يجب على التلميذ و ضع تصميم لمقالته هذا التصميم لا يضمن بالضرورة في ورقة التحرير بل يجب ان يتمكن التلميذ من وضعه نظرا لعدة أسباب منها تجاوز حالة التداخل بين العناصر بحيث في غياب تصميم للموضوع يضطر التلميذ و بعد إنهاء فقرة معينة الى معالجة عنصر سابق ربما أغفله في فقرة سابقة مما يخلق ارتباكا في سرد العناصر و بالتالي خلل في تماسك المقالة و استرسال الأفكار .من جهة ثانية هذا التصميم يمكن التلميذ من تحديد عناصر المقدمة ن العرض ثم الخاتمة و يجب أن يتوفر في التصميم ما يلي :
– تسلسل الفكار تسلسلا منطقيا و متكاملا بحيث تنعدم القطيعة بين فقرات الموضوع
– أن يكون التسلسل مثلا في مادة التاريخ اما تسلسلا حدثيا ( تفاعل الوقائع التاريخية : أسباب نتائج …) أو زمنيا (أي ترتيب فقرات الموضوع حسب تتابعها الكرونولوجي )


المرحلة الثالثة
معالجة الموضوع
المقدمة
هي فقرة استهلالية تحدد إطار الموضوع و تعطي للقارئ أو المصحح انطباعا أوليا إما يعززه الموضوع أو يلغيه لذا تتطلب قدرا كبيرا من التركيز و اختيار الكلمات المناسبة كما يستحسن بأن تتضمن المقدمة تساؤلات ( اشكالات ) من المفروض أن تتواجد الاجابة عنها في الموضوع ( العرض ) أو طرح عناصر الموضوع بشكل يتطابق مع التصميم أو قد تتضمن المقدمة تعريفا لمفهوم مركزي في الموضوع أو تفسير الفكرة المطروحة للنقاش وو ضعها في سياقها العام لكن ليس بالضرورة أن تكون المقدمة مجرد إعادة لديباجة الموضوع / المطلوب كما ينصح بتجنب المقدمات الجاهزة التي قد تصلح لكثير من المواضيع مثلا : ان الظاهرة التي بين ايدينا ………
الخاتمة ]آخر أجزاء الموضوع و اصغر عنصر فيه لكنها عصارة الموضوع و اهم ما ثم استخلاصه و هي أكثر ذاتية حيث يمكن للتلميذ الحديث عن رأيه الشخصي في الموضوع أو تساؤلاته و يستحسن بأن تكتب الخاتمة مع المقدمة أثناء التسويد بحيث قد لا يتمكن للممتحن في لحظات الإرهاق كتابتها و بالتالي ضياع نقطتها . وينصح بأن لا تكون الخاتمة مجرد تكرار للمقدمة أو تلخيص للموضوع .
العرض
و هو صلب الموضوع و هو المعني بالتصميم الذي ذكر أعلاه و يجب أن تراعى فيه عدة نقاط من بينها
– تسلسل الأفكار و الفقرات تسلسلا منطقيا و متكاملا
التوازن بين الفقرات و اجتناب تضخيم عنصر على حساب باقي العناصر
– اجتناب التكرار أي اعادة صياغة الفقرات و الدوران حول نفس الفكرة
– مطابقة المحتوى للعنوان اذا اختار الممتحن طريقة العنونة
– اجتناب نقل التصاميم الجاهزة ( تصاميم ملخصات الدروس )
و خلال تحرير الموضوع على التلميذ أن يراعي الملاحظات التالية :
– كيفية الانتقال و الربط حيث لابد من ايجاد صيغة مناسبة و منطقية للانتقال من فقرة الى اخرى حفاظا على تماسك الموضوع و منطقه ، أي ألا يصدم الممتحن القارئ/ المصحح بانتقال مفاجئ أو تبدو الفقرات كلقطات معزولة ومتنافرة
– ينبغي اجتناب التضاد ( التعارض ) غير المعقول او الانتقال من فكرة الى أخرى بعيدة عنها كل البعد
– الأسلوب : الأسلوب عبارة عن وسيلة لطرح وجهة نظر معينة، لكنه في نفس الوقت غاية قبل أن يكون وسيلة ، فالطالب عليه أن يتجنب العبارات الفضفاضة و المحسنات البديعية و كذلك الجمل الطويلة المرهقة بل يجب ان يكون أسلوبه سهلا و بسيطا وواضحا
-الإقلاع عن إصدار أحكام عنيفة و قاسية يفهم منها الجزم في الرأي
-اجتناب الرموز و التلميحات ( مثلا : usa / un / fr
-الاعتناء بشكل و مظهر الموضوع و توضيح الخط و اجتناب التشطيب قدر الإمكان
– مراعاة علامات الترقيم مثل ، ’ , ؟ …….
إجمالا المقالة في مادة التاريخ و الجغرافيا هي نفسها المقالة في المواد الأخرى المتجاورة مع المادة خاصة اللغة العربة و الفلسفة مع ضرورة تكييف المنهجية مع خصوصية مادتي التاريخ والجغرافيا  

Related Articles

One Comment

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button