تعليممؤسسات تعليمية

مكناس: جمعية المواطنة للتربية والثقافة تحتفي بتجربة الناقد والشاعر محمد المتقن

مراسلة:ذ.سعيد شقروني
تنفيذا لبرنامجها الثقافي والإشعاعي، دشنت جمعية المواطنة للتربية والثقافة ربيعها الأول بندوة علمية تُوجت بحفل توقيع كتاب “القصيدة بين الرمز والقناع” للناقد والشاعر محمد المتقن، يوم الأربعاء 23 مارس 2016 بقاعة المحاضرات بغرفة الصناعة التقليدية بمكناس، ترأستها الأستاذة المبرزة سهام البوعيادي وشارك فيها ثلة من الباحثين: الدكتور سعيد الشقروني، والدكتور عبد الكريم الدخيسي، والأستاذ الباحث محمد الطيب، وحضرها العديد من المهتمين.
أجمعت كل التدخلات فضلا عن بيانها لمكامن الإضافة المعرفية في كتاب الناقد محمد المتقن، على التنويه بمقام الاحتفال والاحتفاء الذي يُحتفى فيه بالناقد تقديرا للثقافة، وللنقد وللإبداع، واعترافا بمعنى من المعاني بمن ناضل من أجل البحث والجامعة؛ هو لقاء لتأبيد هذه العقيقة الجديدة في انتظار بنوة أخرى.. مقام يحتفي فيه القراء والأصدقاء ورفاق الدرب بالكتابة والكتاب؛ احتفال واقعي وصادق وإن كنا في زمن ثقافي لا يصل إلى ما كان يحتفي به العرب قديما عندما كان يولد بينهم شاعر.

مقام عقيقة واحتفال بمخيلة ودود وولود، لا تعترف بتحديد النسل، تتعدد مواليدها وتتنوع أجناسهم –كما أسلفت سابقا- بين النضال والتأليف والنقد، مع حرفة الأدب التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ورغم ذلك، ظل متشبثا بالكتابة والتأليف: الكتابة باعتبارها تجديدا للميلاد وللتعاقد مع القراء..
تأتي هذه الالتفاتة بعد مسير شعري واع ومؤمن بالشعر والأدب في صناعة الإنسان حيث أصدر محمد المتقن عدد من المؤلفات: “واحات الشدو الجريح (ديوان شعر) 1996″ و”الدم  المطلول ( القصيدة الفائزة بجائزة النشر ضمن ديوان الشهيد محمد الدرة) 2001″ و”الإيقاع في الشعر العربي ( الجزء الأول) (دراسة للمفهوم في أعمال النقاد)  2012″ و”مفاهيم نقدية:  القراءة  ـ التأويل ـ الغموض والوضوح في الشعر  2013″، و”معالم الجمالية الشعرية العربية المعاصرة 2013″، و”الفجر والغيمة (ديوان شعر) 2013″، و”الرواية المغربية الجديدة (مؤلف جماعي) 2015″، و”التعليم العالي والمشروع المجتمعي (مؤلف جماعي) 2015”..
واعتبرت المداخلات الاحتفاء بالناقد محمد المتقن احتفاء بأستاذه -وأستاذ العديد من معاصريه من الشعراء- الشاعر حسن الأمراني الذي تظل أبياته مضيئة بالجمال والقيم النبيلة والأخلاق والصفات الرفيعة، تسعى إلى نشر رسائل تجربة روحانية بسمات صوفية إسلامية قصد إبداع التوازن في كل شيء الذي هو شرط حضاري ولكل بناء للجمال والإنسان.. واعتراف بمكانة رأيه الأدبي المؤسس على ترك حياة الإنسان ليبلغ أعمق معاني الإنسانية، وليكون أدبا عالميا في أبعاد آفاقه العالمية.
         وتوجه الناقد محمد المتقن إلى المتلقي وهو يعاين بعين المثقف والشاعر والناقد الشعر العربي: “أما شعر حسن الأمراني، فيمنعك الراحة، ويهبك المتعة، يسلبك إرادة ما تريد أن تفعله، ويأخذك إلى عوالم الدهشة والغرابة، عبر رحلة في الزمن إلى خير الأزمنة… فتلبس جبة سلطان، فوقها جلباب الحيرة، فوقها مرقعة درويش يرفع السبابة باتجاه السماء، فتكسى رفقته تاج العرفان المموه بالجمال الفتان، مما ينسيك تعب الرحلة ومخاطر المفاوز، ومشاق رحلة المكابدات… ثم تفتح عينيك فجأة، فتجد نفسك على مشارف واقع عربي الملامح، يموج بما تعرفه من مكابدات تواجهها بنور المعرفة وأنوار الجمال الذي تزودته أثناء رحلتك في العوالم الفسيحة لهذا الشاعر الكبير..
لقد تناول كتاب ناقدنا الرمز والقناع في الشعر العربي الحديث وشعر حسن الأمراني على وجه الخصوص، بوصفهما ظاهرة مهمة من ظواهره وأداة فعالة اتكأ عليها الشاعر الحديث في النهوض بتجارب شعرية عديدة، شكل بعضها أهم الإصدارات الشعرية، لقد توافرت قصيدة الرمز والقناع على خصائص فنية مميزة حين جمعت بين الغنائية والدرامية، والذاتية والموضوعية والحسية والرمزية، في وقت واحد، فتداخلت مكوناتها وعناصرها وكانت محلاً لتساؤلات عدة، فوضعت المتلقي أمام احتمالات دلالية غير محدودة، وجعلته بذلك، يعيد قراءتها المرة تلو المرة، فيظهر له في كل قراءة ملمح من ملامحها، ووجه جديد من وجوه تأويلها، ربما وقف أمام بعض مقاطعها حائراً متردداً في متابعة ضمائرها وأصواتها ..
قال الدكتور أحمد رزيق في تقديمه للكتاب: “ولا يفوتني وأنا أسجل هذه الملاحظات العامة حول هذه الدراسة، أن أختم بالإشارة إلى مسوغ آخر من مسوغات تميز الدراسة النقدية؛ هو أن الدكتور محمد المتقن شاعر من شعراء المغرب المميزين، وتكفي إصابته بجنون الشعر على حد تعبير الشاعر محمد علي الرباوي لأن توسم دراسته العلمية بالمتعة والإيحائية التي ذكرتني بـ(معجز أحمد) لأبي العلاء المعري، الذي خصصه لشرح شعر من كان لا ينعته إلا بـ(الشاعر) أبي الطيب المتنبي.. شاعر يقرأ شعر شاعر آخر.. حتما لن تكون القراءة إلا ماتعة وعميقة..”

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليم

مكناس: جمعية “المواطنة للتربية والثقافة” مولود جديد يعزز خريطة المشهد الثقافي والتربوي..

مراسلة:ذ.سعيد شقروني
أقيم يوم الخميس 4 فبراير 2016، عل الساعة العاشرة والنصف صباحا حفل نظمته جمعية المواطنة للتربية والثقافة على شرف المدعوين للإعلان عن تأسيسها بعد أيام قليلة على انتخاب المكتب المسير الذي انتخب لرئاسته الأستاذ عمر حنفي. 

جمعية المنار، وجمعية أولاد يوسف، وجمعية النعيم الثقافية والرياضية، وجمعية المسار، وجمعية الغد وإطارات أخرى.. كانت حاضرة في حفل الافتتاح، بالإضافة إلى عدد مهم من فعاليات المجتمع المدني بالإقليم الذين أعربوا خلال كلمتهم عن ترحيبهم بهذا المولود الجديد الذي جاء ليعزز خريطة المشهد الجمعوي التربوي والثقافي والفني.

لقد أمل ذ عمر حنفي رئيس الجمعية المحتفى بها في كلمة بالمناسبة “أن لا يكون تأسيس هذه الجمعية التي أسبقنا وظيفتها التنظيمية بكلمة “مواطنة”، بمنطقتنا مجرد تأسيس شكلي، بقدر ما نراهن على أن تلعب دورا حيويا، وشريكا أساسيا لكافة الجهات المعنية بها، ومخاطبا رئيسيا، وممثلا نموذجيا لمنطقتنا في مختلف المحافل المحلية والوطنية، ولما لا الإقليمية والدولية، نراهن كذلك من خلال البرامج التي سيشارك في إعدادها الجميع على إحداث قفزة نوعية في طريقة على مستوى الأداء والاشتغال.”

يذكر أن جمعية المواطنة للتربية والثقافة إطار جمعوي له أهداف ثقافية, تربوية, تنموية واجتماعية، أخذ على عاتقه مهمة  تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية وتكوينية، إلى وتنظيم رحلات وخرجات التي تنظم داخل وخارج المدينة للتعريف بما يزخر به المغرب من مناظر طبيعية ومآثر تاريخية وثقافية وعادات وتقاليد وغيرها من التظاهرات والأوراش التي تضمنتها وثائقه الإدارية.
وفي جو أخوي وإنساني انتهى الحفل، وتم ضرب موعد للحضور لتجديد اللقاء في نشاط ثقافي قريب.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button