تعليموجهة نظر

الحركة الانتقالية والنقابات.. والعشق المُؤَقَت

بقلم : الأستاذ سعيد الشقروني
لست هنا بصدد تجديد القول فيما يعرفه المشهد النقابي من أعطاب ذاتية وموضوعية، وليس المقام مناسبا أيضا لمحاولة تفسير عدم قدرة معظم النقابات على الاستمرار في استقطاب الشغيلة وتوسيع الهياكل والحفاظ على المواقع –فهذا أمر خضنا فيه في مقالات سابقة- حتى بات من يُقبل على العمل النقابي بعد مذكرة 111 المعلومة (مع تقديري لبعض مضامينها) بالإضافة إلى سياقات جديدة نوعا من الرومانسية المضحكة، أقول لا يقبل على العمل النقابي–دون تعميم- إلا من يبحث عن مصلحة ما أو موقع معين بين مواقع تأمين الذات من غدر محتمل للإدارة الإقليمية أو الجهوية..
ورغم ما قيل ويقال، يقتضي الإنصاف، الإشادة بالأدوار الحقيقية التي لعبتها وتلعبها النقابات في تحقيق التوازنات الممكنة، وفي القيام بأدوار الردع المطلوبة تجاه تقديرات الإدارة “النفعية” وقراراتها التي لا ترضي في كثير من الأحيان “مكتسبات” الشغيلة، أو ما تعارفت عليه..  
الإنصاف يقتضي أيضا، الإقرار بأن معظم الشغيلة حريص على إظهار امتعاضه من النقابة والنقابيين في كل مناسبة من المناسبات(..)، في الوقت الذي لا تقدر فيه شريحة واسعة من هذه الشغيلة على القيام بأي نضال حقيقي أو المطالبة بما تريد بدون نقابات.. وتبقى المعادلة قائمة على النقد والكلام..
على ضوء هذه الخاطرة/القناعة، يتحول العشق الممنوع بين الشغيلة والنقابات إلى عشق مؤقت هذه الأيام التي تعيش فيها الشغيلة على إيقاعات نفسية متباينة: فرح وسعادة وآمال، وتخطيطات مادية بعد النجاح في الامتحان المهني..
 وشعور بالخيبة والحسرة لدى الكثيرين لعدم تمكنهم من “النجاح” في الامتحان، خصوصا عندما تجد زميلا لك ضمن قائمة الناجحين.. ولنتذكر إحدى رسائل الجاحظ في أمر الحسد وحظ النفوس..
 وأمل في فرج يُقَرِب المسافات بين زوج وزوجة وأبناء، وبين مطلقة أو أرملة وأسرتها، أو “قفة” نقط مئوية جمعها مُرابط في الفيافي والقرى قد لا تغني ولا تسمن من جوع بالنظر إلى عدد الأزواج والزوجات..
قلت، يتحول العشق الممنوع بين الشغيلة والنقابات إلى عشق مؤقت، ويصبح هذا النقابي “الخوايضي” مرغوبا فيه، وتغدو هذه النقابة “الزنديقة” محبوبة، وهذا وذاك.. لكن لا ضير في مجاملة صفراء، أو كذبة بيضاء، أو قهوة سمراء.. المهم هو معرفة الأماكن الشاغرة التي لا يعلمها بعد الله عز وجل سوى هذا النقابي، أو ذالك الجالس في مكتبه يخطط ويهندس..
ستمر الأيام.. ويتم الإفراج عن نتائج الحركة الانتقالية، ولنبدأ معا مواسم الفرح، والحسرة، والحقد والكراهية، والعشق الممنوع..
وإلى العام المقبل..

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button