تعليموجهة نظر

دخول مدرسي تحت شعار: تزاحموا تراحموا..

بقلم : ذ. سعيد الشقروني
مثل هومر “لا أريد أن أروي مغامرات طالما رويت من قبل”، لهذا السبب لن أخوض بتفصيل في ظاهرة الاكتظاظ  وأسبابها وحيثياتها، باعتبارها موضوعة متوقعة أسيل فيها المداد الكثير والقول الذي لا يتبعه العمل..
المعذرة للقارئ، ثم الوفاء للصامد في زمننا التربوي، إن حاولت معه في عجالة توحيد أو تجديد القول في أسباب هذا الاكتظاظ -من باب توحيد التصور حول المفهوم- على رأسه حجم الخصاص في  الأطر التربوية، وعدم قدرة المؤسسات التعليمية على تلبية الحاجة المتنامية إلى التعليم، مع استحضار الأعداد الكبيرة من تلاميذ التعليم الخاص الراغبين في الالتحاق بالأقسام الإعدادية والتأهيلية، دون أن ننسى ارتفاع عدد طلبات التقاعد النسبي، وعدد الملتحقين بسلك الإدارة التربوية، وضعف التوظيف بالقطاع العام.. كل هذا العوامل وغيرها يرغم القائمين على إعداد الخريطة المدرسية والقيمين على هندسة السياسة التعليمية في البلاد على اعتماد شعار “حاذوا بين المناكب والأقدام”. 
 بيداغوجيا، انعكاسات الاكتظاظ على الأداء التربوي وعلى الرصيد الرمزي للمدرسة العمومية كثيرة: بدءا من الضغط النفسي والتوتر والتشويش والعنف والشغب وعدم القدرة على التحكم في التلاميذ وضياع حق المتعلم، وانتهاء بالروائح الكريهة وما جاورها.. 
كل هذه الانعكاسات تجعل العديد من المفاهيم التي تلقن للأساتذة في بداية تكوينهم البيداغوجي أضغاث أحلام ك: البيداغوجية النَّشِطة-الفعالة، والتدريس الفعَّال والنقاش والحوار والتفاعل والتعليق والنقد والتحليل والتركيب والتقويم والدمج والتنشيط وتنظيم الورشات وتقديم العروض.. وهلم حُلْما..
الاستثمار السياسي لظاهرة الاكتظاظ وارد  وكثير، وعدم وجود بشائر حلول لمثل هذه المعضلة يعيد طرح السؤال حول جدية الخطابات الرسمية والسياسية المتوارثة حول موضوع المدرسة العمومية الوطنية المفروض أنها المنتجة للمواطن المؤمن بهويته وإنسانية وكونيته.. 
لكن السؤال الذي أتشبت به دائما بعيدا عن خطابات التخوين والتلاوم والتنابز بالتهم: ما دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في الدفاع عن أبنائهم؟ وما دور نساء ورجال التعليم في هذا الموضوع؟ وما دور النقابات في الدفاع عن المدرسة الوطنية؟
 الجواب يتطلب جهود كل القوى الحية في هذا الوطن المُطَاَلَبَة بتغليب مصلحة الأستاذ والتلميذ والأسرة والمدرسة والوطن..
في انتظار ذلك، سيبقى شعار الدخول المدرسي دائما: تزاحموا تراحموا.. 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button