وجهة نظر

حالتي ديسليكسيا

بقلم : ذ.حسن بوتوت
المصاب بالديسليكسا لايمكنه إتقان مهارتي القراءة والكتابة , بالمقارنة مع أقرانه في المستوى الدراسي ,إلا أنه يملك كل القدرات الممكنة ,إنشتاين كان من هؤلاء . إذا كان طفلك مصابا بالديسليكسيا ,فإنه يخطئ في القراءة مثل زكرياء :

Ze fais Zouer dehors. Jai une enchyclobedie a la maijon.
زكريا طفل متمدرس عمره 11 سنة , مند المستوى الثاني كان هذا الطفل يظهر اضطرابات لغوية غريبة , قراءته متقطعة ’ مترددة ,وغير مفهومة .يخلط بين الحروف المتشابهة صوتا ,ويقلب أخرى , مستواه الدراسي لم يتطور في السنة الموالية . بعض أساتذته نعتوه بالمتكاسل , والدته سمعت كل النعوت قبل أن تفهم مايعانيه ابنها, تحكي السيدة ليلي وهي مساعدة في شركة  : “ولدي مصاب بالديسليكسيا ,ومند أربع سنوات وأنا أتردد على تخصصات طبية مختلفة (أخصائي النطق ,طبيب أعصاب .وحتى أطباء نفسيين )لم أفقد الأمل أعرف أني سأتحمل وسأكون صبورة . زكريا يفقد الثقة في نفسه ويحس أنه متخلف دراسيا . رفاقه ينعتونه بالكسول ومع ذلك فإنه يتابع جيدا في مادة الرياضيات, ويظهر ذكاء فوق المتوسط.

إدارة المدرسة وجهته إلى مقومة النطق التي أكدت إصابته بالديسليكسيا .ومند ذلك اليوم بدأت والدته تخصص 30 دقيقة يوميا لمساعدة ابنها في حل الواجبات المدرسية والقراءة أسبوعيا , إلى جانب متابعة ابنها لحصص التقويم النطقي بصفة منتظمة . نتائج زكريا تتحسن بفضل جهود والدته ’, ومرافقتها له ,وتفهمها لإعاقته,إلا أنه يحتاج إلى وقت أكثر من زملائه لحل واجباته المدرسية .
الديسليكسيا هي اضطراب لغوي في القراءة والكتابة يمكن أن تظهر أعراضها في الخلط بين الحروف ,أو حذف إحداها , أو حتى حذف كلمات بكاملها وزيادة أخرى ويكون الخلط  شائعا في الحروف المتشابهة رسما أو صوتا .
ويخطأ كثيرا في الإملاء كما تشرح الدكتورة لحلو, مقومة نطق تعمل مع الجمعية الوطنبة لغير القادرين على الاندماج الدراسي.           
يمكن أن تظهر على المصاب بالديسليكسيا سلوكات كالعدوانية أو السلمية تجاه الفشل الدراسي , وعدم الوعي بإعاقته يدفعه إلى تجريم ذاته ,والاعتقاد في كونه كسول وبليد . وتصرح الدكتورة لحلو بأن يتوجب على الآباء ألا يخطئوا لإي كون الضغط على الطفل للاشتغال في المنزل أكثر يمكنه من تطوير مستواه الدراسي . المعسر قرائيا على الرغم من عجزه جزئيا أو كليا عن القراءة بكيقية سليمة ,إلا أ،ه يملك قدرات ممكنة .جميع الناس يتداولن أسماء عباقرة عانوا من هذه الإعاقة كإنشتاين ووالت ديزني وأديسون ..هذا من جهة ومن جهة أخرى يمكن أن تظهر صعوبات في القراءة في السنة الأولى للتمدرس ,قد تكون لاعلاقة لها بالديسليكسيا وتختفي بسرعة لكن إ=ا استمرت يمكن وصفها باضطرابات لغوية عامة .وقد تكون الصعوبات حاضرة .
إن تشخيص حالات الديسليكسيا يمكن أن تكون بين سن 6 و8  سنوات أي عندما يبدأ الطفل في التمدرس في وسط دراسي طبيعي ,ويوجد في وضعية سليمة (نفسيا وأسريا واجتماعيا ) ولا يتمكن من إتقان مهارتي القراءة والكتابة عموما يكون معسرا قرائيا,هذه الإعاقة موجودة بالمغرب وتطال نسبة 8 بالمائة من المتمدرسين المغاربة بينما تصل النسبة في فرنسا 10 و12 بالمائة . أسباب الإصابة بالديسليكسيا ليست معروفة بدقة لحد الآن , بعض النظريات ترجعها إلى انعدام التآزر الحركي وقد تكون مصاحبة لاضطرابات سيكونشاطية , كما يمكن ملاحظة نقص في اليقظة والانتباه عند المصاب .بعض الإحصائيين النفسيين لايترددون في إرجاع السبب إلى بعض الظواهر السلبية للمنظومة التربوية الوطنية كالإكتضاض والطرق التعليمية غير فعالة . 
وتقرر الدكتورة كنزه لحلو أن” الديسليكسيا لاتعالج بصفة نهائية ,ولكن يمكن تحقيق تطور حقيقي , عن طريق الترويض الفونولوجي ومتابعة حصص مقوم النطق . ويمكن أن يحقق المعسر قرائيا نجاحا أكاديميا في مساره الدراسي ,إلا إنه يحتاج إلى وقت أكثر بالمقارنة مع أقرانه ” . إن تقنيات التقويم غير مقننة فمقوم النطق يكشف الخلل الوظيفي لدى المعسر قرائيا ويلتف حول الحواجز التي يعانيها الطفل المصاب  ,ويعيد تعليمة القراءة بواسطة تقنيات لحل مشكل اليقظة والانتباه داخل الفصل الدراسي, إضافة إلى دروس ملائمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار إلى جانب تدابير سيكوعلاجية تكون جد مجدية.
في المدارس الخصوصية المغربية ,توجه الإدارة حالات صعوبات التعلم إلى مقوم النطق الذي يتكلف بتشخيص الحالبة بدقة ,لكن هذه الحالات غالبا ماتكتشف متأخرة لأن تدخلات الإدارة تقع بعد فشل الطفل دراسيا مما يصعب معه مواكبة هذه الحالات .
نختم بشهادة جلال 26 سنة ,طالب بكلية الطب عانى من الديسليكسيا التي لم تشخص لديه إلى حين بلوغه سن 16 وهي سن بداية العلاج يقول : ” بعد فشلين دراسيين في المرحلة الإعدادية تابعت دراستي ضمن متوسطي المستوى في دفعتي بكلية الطب .انتقالي إلى السنة الموالية دائما يكون في دورة سبتمبر الاستدراكية .المهم أني أتابع تخصصا يغريني وأديره حسب قدراتي. 
شعاعه نصير- جريدة ماروك أيبدو  بتاريخ 4-10-2005  
  ترجمت هذه المقالة- بتصرف – لأنها أول مقالة تتعرض للديسليكسيا او العسر القرائي من خلال حالتي زكريا وجلال .وخلال عرض الحالة الأولى كانت هناك تدخلات المختصين التي عرفت بالديسليكسيا وبينت خطورتها على نفسية الطفل المتمدرس, ومستواه الدراسي . ونحن في الجمعية المغربية للديسليكسيا –العسر القرائي ارتأينا أن يتعرف الإباء والأساتذة على خطورة هذه الإعاقة على أن نعمق تعريفها وأسبابها في مقالات لاحقة.

حسن بوتوت الجمعية المغربية للديسليكسيا –العسر القرائي –  للاستفسار 0640452280   

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button