تعليممؤسسات تعليمية

أساتذة و أطر سبع مؤسسات تربوية بالصويرة و أسفي يجتمعون بنكة لتدارس أنشطة الحياة المدرسية

مراسلة ذ.عبد القادر رجاء
استطاعت ثانوية مولاي إدريس الأول التابعة للمديرية الإقليمية بأسفي، أن تجمع في لقاء تكويني و تواصلي، فعاليات تربوية ممثلة لسبع مؤسسات تربوية بالجهة، على أرض المؤسسة المتواجدة بالجماعة الترابية لنكة و ذلك مساء يوم السبت 18 مارس الجاري.
و جاء اللقاء التكويني و التواصلي في إطار سلسلة الأنشطة و المبادرات الإشعاعية التي تنظمها الثانوية الإعدادية لنكة، و من أجل تدارس أسئلة تخطيط و تنزيل أنشطة الحياة المدرسية؛ موضوع له من الأهمية ما يجعله أرضية دسمة و مثمرة لنقاش و تفاعل هادف.
هذا و ترأس اللقاء الأستاذ عبد القادر رجاء، و أطر فعالياته الفاعل التربوي و الجمعوي رشيد كندي، في حين حضره أساتذة و أطر إدارية عن سبع مؤسسات تابعة للمديريتين الإقليميتين للصويرة و أسفي؛ و يتعلق الأمر بكل من مجموعة مدارس ابن النفيس بالعمامرة و الثانوية الإعدادية  ابن طفيل بالغيات و مدرسة عبد الرحيم بوعبيد بجزولة و الثانوية التأهيلية لتالمست و الثانوية الإعدادية عمر بن جلون ببئر كوات، و مجموعة مدارس ابن الهيثم بجماعة سيدي بولعلام و الثانوية الإعدادية مولاي إدريس الأول المنظمة للقاء.
و افتتح مدير المؤسسة السيد ابراهيم نور الدين أشغال هذا الموعد التكويني و التربوي، من خلال مداخلة أبرز عبرها دور أنشطة الحياة المدرسية في الارتقاء بالمدرسة المغربية، متحدثا عن المذكرات المرتبطة بهذا المجال؛ كالمذكرة 87 المرتبطة بتفعيل الحياة المدرسية و مشروع المؤسسة و مقاربة العمل بالمشروع. كما عرض لطريقة اشتغال و تكوين النوادي التربوية و الأدوار التي تضطلع بها داخل المنظومة التربوية و قدرتها على الإسهام في بناء تعلمات التلاميذ و صقل قدراتهم، قبل أن يتطرق إلى بعض الإشكالات المرتبطة بالموضوع و التي تعيق التفعيل الجاد لهذه الأدوار.
رئيس اللقاء ركز بدوره في مداخلة جاءت للتقديم للعرض التفاعلي للسيد رشيد كندي على أهمية اللقاء بالنظر لكونه يهدف الى جعل المؤسسات التربوية في قلب التفكير للقضايا الملحة؛ و أبرز الأستاذ عبد القادر رجاء المراحل التي مر منها مشروع إصلاح المدرسة المغربية منذ أول لجنة للإصلاح إلى مشروع الرؤية الاستراتيجية التي تراهن على خلق مدرسة المساواة و تكافؤ الفرص. و لامست المداخلة أيضا  تأثير فاعلية أنشطة الحياة المدرسية على المناخ الوظيفي العام الذي يشمل الزمان و المكان و العلاقات و التفاعلات التربوية العامة.
و بعد إعطاء نبدة عن مسار و تجربة الأستاذ رشيد كندي، كان للحاضرين موعد مع عرض تفاعلي قدمه مؤطر اللقاء استهله بالحديث عن سياقات اللقاء و الأهداف المتوخاة منه، و تناول فيه موضوع أنشطة الحياة المدرسية عبر مقاربة عملية استمدت أسسها من تجربة رصينة يختلط فيها التربوي بالجمعوي و الإنساني.
وفي نفس السياق، فقد قسم المؤطر عرضه التفاعلي إلى خمسة محاور لامست جدولة العمليات المرتبطة بالإعداد لنشاط مؤسسي مشتغلا على نموذج الحفل الختامي، و كذا العدة الوثيقية للتحضير و إنجاز أنشطة الحياة المدرسية. هذا بالإضافة إلى التعريف باللجن و مهام المتدخلين و المقاربة التعددية المعتمدة في إدراج الأنشطة و آليات تسويق نشاط معين.
و مزج مؤطر اللقاء في نهج اشتغاله و تفاعله مع المشاركين  بين ما هو نظري و عملي و تطبيقي، تخللته ورشات في مواضيع التخطيط لحفل و تدبيره و تقويمه و التشاور من أجل ذلك، و إنتاج مضامين للحفل و اقتراح العمليات المتصلة بالشق التنظيمي والتقني.
و حرص الأستاذ رشيد كندي طيلة اللقاء التكويني و التواصلي على الانطلاق من تجربته الشخصية، الذي يسعى ليوثق لها مستقبلا في كتاب منتظر، هذا دون نسيان رقعة التفاعل مع موضوع اللقاء التي اتسعت بمداخلات لإغناء العرض، و تقديم تجارب المؤسسات الحاضرة  في جو من التفاعل شهد  تفاصيله مدير المؤسسة الذي تابع اللقاء و ساهم في بنائه منذ بدايته إلى آخر لحظة من لحظاته.
و اعتبر النقاش، الذي فتح خلال العرض التفاعلي و على هامش تدارس آليات و طرائق تخطيط و تنزيل أنشطة مدرسية، واسع الأفق و مثمرا بالنظر للخلاصات التي قدمها الحاضرون و الرؤى التي اتسم بها الإغناء و التفاعل.
و لم تفت الفرصة المشاركين في الموعد التكويني لاقتراح مجموعة من الأفكار و التوصيات من شأنها الارتقاء بالحياة المدرسية، كضرورة تبادل التجارب و عقد شراكات بين المؤسسات التربوية و تعميم هذا اللقاء و أمثاله، علاوة تشجيع التجارب المتميزة في المجال و ضرورة إيجاد حلول للإشكالات البنيوية و اللوجيستيكية التي تعيق تحضير و تنظيم أنشطة اجتماعية و تربوية.
توصيات أضيفت أليها تلك المرتبطة بالعمل على تكوين الأساتذة في موضوع أنشطة الحياة المدرسية و عقد لقاءات و أيام دراسية لتقديم تجارب المؤسسات التربوية و تسويق و تثمين هذه التجارب و الاحتفاء بها، و تفعيل مشاريع المؤسسات المنصوص عليها في المذكرة 125  و تكريس حس  إدارة تربوية منفتحة و مواكبة و تخصيص ميزانيات كافية لهذه الأنشطة و كذا  حث المصالح المشرفة على الأنشطة التربوية و معها المديريات و الأكاديميات على الانفتاح على تجارب المؤسسات التربوية، و توفير وسائل اشتغالها و اشتغال نواديها و  تفعيل أدوار خلايا الإنصات و مواكبة التلاميذ و تشجيع كفاءاتهم لمساعدتهم على تجاوز المعيقات التي تحول دون اندماجهم بشكل طبيعي في حياتهم العامة.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button